نظمت الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم ندوة بعنوان دور الدين في مكافحة الفساد بحضور سماحة العلامة السيد علي فضل الله وسماحة الشيخ بلال الملا وسيادة المطران انطوان ابي نجم. بحضور طلاب الجامعة والكادر الأكاديمي والإداري. قدم الندوة السيد جان أبي غانم.
افتتح الندوة رئيس الجامعة الأميركيّة للثقافة والتعليم الدكتور عبد السلام النابلسي قائلا:
إن الفساد عمومًا ظاهرة مركبة ومعقدة، تشمل الاختلالات التي تمس الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقيمي والأخلاقي في المجتمع، والذي يحتاج إلى تضافر الجهود لمعالجته والتخلص منه، ويبقى الفساد بشتى أطيافه أحد معاول الهدم التي تواجه عمليات التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية..
ومن ثم ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله مؤكدا في كلمته أن النصوص الدينية عززت محاربة الفساد والدعوة إلى الإصلاح بالتشريعات الرادعة التي لا يجد معها الفساد أي بيئة حاضنة لينفذ من خلالها، وأول التدابير في مواجهة الفساد بحسب هذه النصوص هو إبعاد تأثير المال في القرارات والمواقف والأفكار والسياسات، فحرمت الرشوة بكل أشكالها سواء أتت بلبوس هدية أو دعوة مجاملة أو تسهيلات أو خدمات أو وعود أو دعم… وحرم الربا والفوائد التي لا مبرر مالي واقتصادي لها الا الجشع، ومنع استغلال صاحب الموقع لموقعه من أجل الإثراء غير المشروع ومنع الاحتكار.. ورفض المحسوبيات التي هي المظهر الآخر للفساد.. وعزز منطق العدالة التي تسقط معها كل الاعتبارات سواء أكانت المصالح الخاصة أو العائلية وحتى العداوات..
أضاف سماحة الشيخ بلال المُلا: “إن الدين هو العامل الأكثر تأثيراً في حياة الناس، وسيبقى عامل الدين هو الأمل والرجاء الأول والأفضل، لتحقيق العدالة والإصلاح والتنمية في المجتمع، وتمكن أهميته في أنه التزام تعبّدي طوعي ذاتي داخلي..، بخلاف القوانين والسلوكيات الوضعية التي إن غابت عنها عين الرقابة، يسقط الكثير من هيبتها والالتزام بها، وقد يتشوه النص الديني ويؤدي عكس المراد منه عند التطبيق الخاطئ بجهل أو عن علم وتعمّد، وهنا مكمن الخطر، لأنه بذلك تكون أداة الإصلاح وعدة الشغل قد فسدت ولا يمكن للفاسد أن يكون أداة إصلاح”، داعيا ً إلى تحصين الدين من خلال تحصين رجال الدين لحمل شرف رسالة الإصلاح، وألاّ يخضعوا للضغوط أو المغريات في قول كلمة الحق والعمل بها مهما كانت النتائج ومهما بلغت التضحيات”.
أضاف سيادة المطران انطوان ابي نجم ان محاربة الفساد مسؤولية الجميع واذا لم نتكلم عنها بجرأة وصوت عال فنحن نشترك فيه بصمتنا واجبنا ان نكوّن ضمائر مواطنينا لتكون اكثر حساسيّة تجاه هذا الشر، لنتّخذ قرارنا بأن نحارب الفساد والتّصدي له والعمل على تحقيق العدالة والسلام في بلدنا.